الأربعاء 15 يناير 2025

الله في حياة أحمد زكي

 

عرفناه نجما كبيرا.. أثرى وجداننا بأعماله الفنية..أضحكنا وأبكانا.. علمنا الحب والوطنية.. وجهه الأسمر وأدواره الخالدة سيظلان محفورين في ذاكرتنا.. لن ننسى يوما الراحل أحمد زكي، النمر الأسود الذي صارع الحياة وصارعته.

ونظرا لحبه لأصدقائه وتقربه من المهمشين، وتعبيره عن همومهم في أفلامهم، جعلهم يذكرونه بعد وفاته ويدعون له بالمغفرة، فلم يتحدث عنه أحد بما يسيء إليه، أو يشوه صورته، بل اعتبروه خير صديق والأكثر إنسانية على وجه الأرض.. فهكذا كان «الإمبراطور».

وصفه الناقد طارق الشناوي بـ«شاعر المطحونين وترمومتر الموهوبين»، مشيرا إلى أن أحمد زكي، هو التعبير الحقيقي عن الإنسان بإحباطاته الكثيرة وآماله الضئيلة وعجزه أمام السلطة ولمحات المقاومة التي تظهر عليه بين الحين والآخر.. هو أعمق موهبة فن ظهرت في حياتنا.

وشرح «الشناوي» تعبير «شاعر المطحونين» بقوله: «هو الوجه الذي الذي يتوحد مع البسطاء والمهمشين، وهو أيضا النجم الذي تقاس من خلاله كل المواهب الأخرى في فن الأداء.. إنه الفنان الذي رأى فيه الناس ملامحهم على الشاشة، والإنسان الذي استمع من خلاله الفنانون إلى نبضاتهم في الحياة ولا تزال معنا وفينا».

وهكذا كانت صفات أحمد زكي التي لا يتصف بها سوى المتصوفين، الذين يتاجرون مع الله، فلم يكن ينفق أمواله على المحتاجين واليتامى من أجل «الشو» لأنه لم يكن بحاجة لمثل هذه الأشياء، إنما كان يعلم أن تجارته مع الله هي الباقية.

وجود الله في قلبه، جعله من أكثر الخلق إنسانية، فقد كان رحيما مع الكبير والصغير وحتى الحيوان، فلم يضبط يوما يهين أحدا أو يتعامل معه بغرور، أو يقسو على الضعيف.

علاقة أحمد زكي بالله كانت خاصة جدا، هكذا قال ابنه الراحل «هيثم» في أحد حواراته الصحفية، مشيرا إلى أن والده كان حريصا على ألا يراه أحد وهو يصلي أو يقرأ القرآن.

وأضاف «هيثم»: والدي حفظ أسماء الله الحسنى في أيامه الأخيرة، قبل وفاته من دون أن يعرف ثواب من يحفظها، وعندما أخبرته أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»، بدا سعيدا جدا وكان يغمض عينيه ويتأمل عظمة ربنا في أسمائه ويرددها حبا وتقربا لله.

وما لا يعرفه الكثيرون أيضا أن أحمد زكي كان يحلم بتجسيد شخصية بلال بن رباح مؤذن الرسول في فيلم ضخم إنتاجيا، وذلك لحرصه على أن يؤكد للعالم أن الإسلام هو الذي حرر العبيد وأن البيض والسود سواسية.

ومن جانبها كشفت الفنانة شهيرة، أن الفنان الراحل أحمد زكي طلب منها أن تصطحبه معها لاداء مناسك العمرة وذلك قبل وفاته بشهرين.

وقالت إنها ترددت في تنفيذ رغبته حرصا على صحته، فأخبرها أنه سيصطحب معه طبيبه المعالج، إلا أنها عندما سألت الأخير عن موقفه من هذه الخطوة رفض بشكل قاطع فكرة سفر زكي، لكنها لم تبلغ الفنان الراحل برأي الطبيب، وتركته يظن انها لا ترغب في سفره معها.

وتابعت أنه عندما دخل في غيبوبة قبل وفاته بأيام كانت تحرص على قراءة القرآن له داخل غرفته، كما قامت بتلقينه الشهادتين أثناء غيبوبته.

 

 

تصفح موضوعات أخرى