لم يكن طريقه مفروشا بالورود، بل واجهته الكثير من الصعاب والعراقيل في بداية مشواره الفني والتي كان من الممكن أن تنهي طريقه قبل أن يبدأ، إلا أن الشاب السوري الذي جاء إلى القاهرة للانطلاق في عالم الفن لم يستسلم لهذه الأزمات، واستطاع التغلب عليها، ليحفر لنفسه اسما من ذهب في صفوف الطرب الأولى، وهكذا استحق أن يكون اسم الفنان الكبير مجد القاسم أحد أهم الأسماء في عالم الموسيقى والغناء.
مجد القاسم، يمتلك حنجرة ذهبية من النادر أن نجد لها مثيل، وهي الكنز الحقيقي الذي منح له جواز مرور لدخول قلوب الجماهير بكل سهولة، فسماع صوته فقط ينقلك إلى عالم آخر لما يمتلكه من مشاعر وأحاسيس جياشة، فهو من المطربين القلائل الذين يختارون كلماتهم وألحانهم بدقة فائقة مما يجعل أغانيهم علامة بارزة بمرور السنين.
«اسمع بقى».. ليست مجرد أغنية للنجم مجد القاسم، بل هي دعوة لسماع كل ما يشدو به الفنان العربي الكبير، فمجرد طرحه لأغنية جديد تطرب القلوب، وتسعد الأذان لسماعها صوت أصيل قادم من زمن الفن الجميل، صوت ملائكي يمنحنا دفئا في مشاعرنا، ويعيد إلينا رقي الأغنية الذي كدنا أن نفتقده في ظل تدني مستوى الغناء في الوقت الراهن.
مع صوت مجد القاسم ننسى كل منغصات الحياة، فهو الفنان الذي شق طريقا خاصا به بعيدا عن الإسفاف وتدني المستوى، ولذا يستطيع بكلماته وألحانه وصوته العذب أن يٌدخلنا عالما يسيطر عليه سمو المشاعر، وهو ما يجعل الفؤاد يحتار معه عندما تغمض عينيك مستسلما لحنجرته التي لا تطلق سوى أعذب الكلمات.
كان لـ«مجد» نصيبا من اسمه، فقد استطاع بفنه وموهبته وجهده أن يكون له مجدا في عالم الأغنية العربية، مما جعله أحد أساطينها ومبدعيها.. هو الفنان المتطور وفي الوقت نفسه استطاع الحفاظ على أصالة الغناء، فاستحق المجد الفني الذي وصل إليه، وتربع على عرشه.