السبت 27 يوليو 2024

صباح.. الحكاية الكاملة لـ«صوت الجبل»

تحل ذكرى ميلاد الفنانة صباح، اليوم الجمعة 10 نوفمبر، اسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي ولدت في 10 نوفمبر 1927، وهي مغنية وممثلة لبنانية اشتهرت فنياً باسم صباح.

 امتدت حياتها المهنية من منتصف العقد 1940 حتى عقد 2000، لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا وسينمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها في المجال الفني على مر التاريخ، اشتهرت بألقاب كثير منها «الشحرورة» و«الصبوحة» و «صوت لبنان». كانت من بين أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيغي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني.

 حياتها

من مواليد 10 نوفمبر 1927، في عائلة متواضعة، نشأت الفتاة الصغيرة «جانيت» في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان.

بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً.

ذهبت إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد عام 1945، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عام. ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.

حياتها الشخصية

تزوجت صباح تسعة وهم:

– نجيب شماس (والد ابنها الدكتور صباح شماس)، وقضت معه خمس سنوات.
– خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، قضت معه عدة أشهر وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلته لتطليقه منها.
– أنور منسي (عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا)، وقضت معه أربع سنوات.
– أحمد فراج (مذيع مصري)، وقضت معه ثلاث سنوات.
– الفنان رشدي أباظة، وقضت معه خمسة أشهر.
– الفنان يوسف شعبان واستمر الزواج شهر واحد.
– النائب يوسف حمود، وقضت معه سنتين.
– الفنان وسيم طبارة، وقضت معه أربع سنوات.
– الفنان فادي لبنان، وقضت معه سبع عشرة سنة.

وقد انتشرت شائعة بعد طلاقها من فادي لبنان أنها تريد الزواج بملك جمال لبنان «عمر محيو» وكان عمره 25 سنه، وتبين إنها كانت تساعده على الدخول إلى المعترك الفني واختلقت قصة الحب والزواج وحاولت مساعدته فنيًا.

وهي ترى أن أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم، وهي تقول أنهم يسمونها «مدام بنك» لأنها تنفق المال من غير تفكير على من تحب. ومعروف عنها حبها للجمال وللأزياء وتقول أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي لا أخسر جمالي وأناقتي.

وتم عمل مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه الشحرورة عرض في رمضان عام 2011 وجسدت كارول سماحة دورها.

أعمالها

شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها ووقفت أمام كبار نجوم السينما المصرية مثل: صلاح ذو الفقار ورشدي أباظة وفريد شوقي، ولها رصيد كبير من الأفلام المصرية الهامة مثل: الرجل الثاني (1959)، الحب كده (1961)، الأيدي الناعمه (1963)، 3 نساء (1968) وغيرها، ولها أيضًا رصيد من الأفلام اللبنانية مثل: باريس والحب (1972)، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني. تعتبر صباح من أهم رموز الفن العربي وقد دخلت موسوعة غينيس كأكبر إرث فني في التاريخ.

لها 87 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3500 أغنية بين مصري ولبناني وأجنبي.

تعد صباح أول من قدم الأغنية اللبنانية، التي تتميز بالريتم والإيقاع اللبناني الصرف، والذي لم يكن معروفاً من قبل، عن طريق أغنية «يا هويدا هويدلك» في أوائل الخمسينات.

فكان للشحرورة الفضل في نشر المواويل والأغاني اللبنانية في كافة أرجاء الوطن العربي ومختلف دول العالم من خلال الأفلام التي قدمتها والحفلات.

ففي حفل الـ «أولمبيا» الشهير في باريس، قامت بترجمة أغاني الفولكلور اللبناني إلى اللغة الفرنسية، وقامت بتقديم الموال والأوف باللغة الفرنسية، فألهبت حماس الجماهير الفرنسية التي ذهلت بأداء وصوت «الصبوحة» الجباّر والقوي والفريد، كما جذبت أعينهم بأناقتها وشياكتها.

بينما وقفت على أكبر المسارح العالمية ورفعت اسم لبنان عالياً في مختلف المحافل وبلدان العالم، ولعة أبرز المحطات العالمية للشحرورة صباح كانت على «مسرح الأولمبيا» في باريس؛ الذي يعتبر من أهم وأعرق مسرح في فرنسا حتى اليوم، وذلك برفقة فرقة «روميو لحود الاستعراضية» في منتصف السبعينيات، وكانت الصبوحة أول مطربة لبنانية تقف على هذا المسرح وثاني مطربة عربية بعد أم كلثوم، وفي العام ذاته، تألقت على مسرح «قصر الفنون» في «بروكسل»، أكبر مسارح العاصمة البلجيكية.

وفي سياق آخر، قدمت الشحرورة حفلات على أكبر مسارح الولايات المتحدة الأمريكية، وهم مسرح «ميوزيك هول» في بوسطن، وقاعة الـ «ماسونيك تامبل» في مدينة ديترويت، وقاعة «كارنيجي هول» في ولاية نيويورك؛ التي تعد أكبر قاعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحلم كل فنان في العالم لأنها من أعرق القاعات في العالم ومخصصة فقط للمؤتمرات العالمية ولا تخصص للغناء إلا في حالات نادرة وهامة واعتبرت حفلات الصبوحة من بينها، وتجدُر الإشارة، إلي أن «الصبوحة» لاقت في نيويورك، وبوسطن، وديترويت تكريماُ وتقديراُ أمريكياً واسعًا.

ومن المسارح العالمية التي وقفت عليها أيضاً، «مسرح بلايل» في باريس؛ وهي أول مطربة لبنانية وعربية تغني في هذا المسرح الضخم، وفي نفس العام وقفت على مسرح «باليه دي سبور» قصر الرياضة في باريس، ومسرح «بورت دو فرساي» الضخم الذي يتسع أيضًا لـ 8000 شخص.

ولم تتوقف علي هذا الحد، ففي لندن غنت على مسرح «تياتر رويال دروري لاين»، ومسرح «ألبرت هول»؛ وكانت أول مطربة لبنانية تغني في هذا المسرح، وهو من أضخم المسارح ببريطانيا.

ولا يخفى أن لـ«الصبوحة» محطات عربية وعالمية هامة، حيث قدمت حفلات ضخمة جدًا في معظم الدول الإفريقية كـ «دكار» في السينغال، و«ابيدجان» في ساحل العاج، و«منروفيا» في ليبيريا وغيرها من العواصم الإفريقية.

فيما شهدت البرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا، والمكسيك حضورًا رائعًا لها، وبالطبع حفلات ضخمة في عدد كبير من البلدان العربية.

وحظيت الشحرورة في كل رحلاتها بتقدير وتكريم شعبي ورسمي كبيرين، والدليل حصولها على الكثير من الأوسمة والنياشين والدروع التكريمية، وكان لها علاقات وثيقة وقوية بكافة الملوك والرؤساء العرب.

الوفاة

توفيت فجر يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2014 عن عمر يناهز 87 عاماً وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تُشيَّع على أنغامها، وهذا ما تمَّ تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث أن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.

اقرأ أيضا:

في ذكرى ميلاده.. ممدوح عبد العليم وشافكي المنيري قصة حب ولدت في «ليالي الحلمية»

في ذكرى ميلادها.. حكاية عُليّة التونسية مع أم كلثوم وحلمي بكر

 

 

تصفح موضوعات أخرى