تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير إبراهيم نصر، أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر، وصاحب البصمة الخالدة في قلوب الجماهير، والذي رحل عن عالمنا في 12 مايو 2020، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود، جمع فيها بين خفة الظل والموهبة النادرة والصدق الفني.
ولد إبراهيم نصر في حي شبرا بالقاهرة عام 1946، ونشأ في أسرة بسيطة، أظهر منذ طفولته حبًا كبيرًا للفن، وبدأت رحلته مع الكوميديا على خشبة مسرح الجامعة، حيث تميز بتقليد الشخصيات وإلقاء النكات، ما جعله نجمًا في محيطه قبل أن يلفت أنظار الوسط الفني.
“زكية زكريا”.. أيقونة المقالب
رغم مشاركته في العديد من الأفلام والمسلسلات، يبقى برنامج “الكاميرا الخفية” بشخصية “زكية زكريا” هو العلامة الفارقة في مسيرته، حيث نجح في إدخال البهجة إلى البيوت المصرية والعربية خلال شهر رمضان لسنوات طويلة.
وربما لا يعلم كثيرون أن الفكرة الأصلية لشخصية “زكية” خرجت من جلسة عائلية كان فيها إبراهيم نصر يقلد صوت سيدة شعبية من الحارة، فأعجبت الفكرة فريق الإعداد وتحولت إلى واحدة من أنجح الشخصيات الكوميدية في تاريخ التلفزيون المصري.
الفن الهادئ والمواقف النبيلة
في كواليس حياته، عُرف إبراهيم نصر بالتواضع والخلق الرفيع. لم يسعَ يومًا إلى الأضواء، ورفض دخول سباق “التريند”، مفضّلًا أن يترك أثره في قلوب من يشاهدونه، لا عبر العناوين الصاخبة.
ومن اللقطات الإنسانية التي يُسترجع بها، زيارته المفاجئة لأحد دور الأيتام قبل وفاته بشهور، دون إعلام أو تغطية، فقط لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال، في مشهد لم يُعرف إلا بعد رحيله حين شارك أحد العاملين في الدار صورة له وهو يجلس يحتضن طفلًا صغيرًا ويقول له: “إنت أحلى من كل ضيوفي اللي قابلتهم في حياتي.”
آخر ظهور فني
كان آخر أعماله السينمائية مشاركته في فيلم “صاحب المقام” أمام آسر ياسين ويسرا، والذي عُرض بعد وفاته، وحقق نجاحًا نقديًا وجماهيريًا، وظهر فيه بدور مختلف تمامًا عن أعماله السابقة، حيث لعب شخصية روحانية تُرشد البطل خلال أزماته، وهو ما اعتبره البعض “وصية فنية هادئة” تركها قبل الوداع.
وداع بصمت.. وحب لا ينتهي
رحل إبراهيم نصر بهدوء في منزله صباح يوم 12 مايو 2020، وشيّع جثمانه عدد محدود من الأصدقاء والمقربين، بسبب ظروف جائحة كورونا حينها. لكن حضوره في قلوب جمهوره لم يغِب.
اقرأ أيضا:
في ذكرى وفاة أحمد مظهر.. الفارس النبيل الذي سكن قلوب الجماهير
في ذكرى رحيل سمير غانم.. حكاية «فطوطة» التي أبهرت الجمهور
