الأحد 01 يونيو 2025

عادل إمام والجماعات المتطرفة.. مواجهة الفن للعنف بالفكر

في عالم تحوّل فيه الفن أحيانًا إلى منطقة آمنة للهروب من الواقع، اختار الفنان عادل إمام أن يجعل من الشاشة ساحة مواجهة حقيقية، لم يكن يومًا محايدًا في قضايا التطرف، بل وقف في الصفوف الأولى، مسخّرًا موهبته، وشعبيته، ومكانته، ليكون صوتًا قويًا في وجه الفكر المتشدد.

في يوم ميلاده، أثبت الزعيم عادل إمام أن للفن دورًا حاسمًا في مكافحة الإرهاب الفكري، وأن الفنان يمكن أن يكون محاربًا، لا بالبندقية، بل بالكلمة، والصورة، والموقف.

البداية.. الفن كخط دفاع

منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت ملامح التطرف الديني تظهر في المشهد العربي، لكن معظم الفنانين التزموا الصمت أو الحذر، وحده عادل إمام اختار أن يكون واضحًا.

كان يدرك أن مواجهة التطرف لا تكون بالسلاح فقط، بل بالفن الذي يكشف زيف الخطاب المتشدد، ويدافع عن جوهر الدين الحقيقي.

 “الإرهابي”.. حين واجه الفن القنابل بالفكرة

في عام 1994، قدّم عادل إمام واحدًا من أجرأ أفلام السينما المصرية: “الإرهابي”.

جسّد فيه شخصية شاب ينتمي لجماعة متشددة، يفجر، ويكفّر، ويعيش في عزلة فكرية واجتماعية، قبل أن يختلط بأسرة مصرية بسيطة تُعيد إليه إنسانيته المفقودة.

كان الفيلم سابقة فنية وسياسية في وقت كانت فيه الجماعات المتطرفة ترتكب موجات من العنف في مصر، تستهدف السياح، والفنانين، والأقباط، ورجال الشرطة.

رسالة الفيلم كانت واضحة: الإرهابيون ليسوا فقط من يحملون السلاح، بل من يسرقون العقل والدين معًا.

ورغم النجاح الكبير للفيلم، إلا أن عادل إمام تلقى تهديدات مباشرة بالقتل، ووُضع تحت حماية أمنية مشددة لفترة طويلة. لكنه أصر على موقفه، قائلًا في أحد تصريحاته: “أنا لا أحارب الدين، بل أحارب من يتاجرون به”.

 المسرح أيضًا كان جبهة مواجهة

لم تقتصر المواجهة على السينما. ففي مسرحية “الزعيم” (1993)، قدّم إسقاطًا سياسيًا ساخرًا على أنظمة الاستبداد، والتطرف الفكري الذي يتغذى على القمع. كما تناول في مشاهد أخرى سلوك بعض المتشددين الذين يدّعون التدين في الظاهر، ويمارسون العنف في الخفاء.

 قضية “ازدراء الأديان”.. هجمة شرسة باسم الدين

في عام 2012، وبعد صعود التيارات الإسلامية للحكم في مصر، فوجئ عادل إمام بدعوى قضائية تتهمه بـ”ازدراء الأديان”، استنادًا إلى مشاهد ساخرة في أفلام قديمة، مثل “الإرهابي” و”مرجان أحمد مرجان”.

حُكم عليه ابتدائيًا بالحبس، قبل أن يتم تبرئته لاحقًا في الاستئناف، وخلال الأزمة، أعلن تمسّكه بكل ما قدّمه، ورفضه الاعتذار عن عمل فني واجه من خلاله التطرف، مؤكدًا أن: “الفن ليس جريمة.. بل جدار دفاع عن المجتمع”.

اقرأ أيضا:

عادل إمام.. «الزعيم» الذي اجتمعت عليه الأمة العربية

هل يُجهز عادل إمام عملا فنيا جديدا؟.. اعرف التفاصيل!

 

تصفح موضوعات أخرى