في مثل هذا اليوم من عام 2022، فقدت الساحة الفنية والإعلامية واحدًا من أبرز وجوهها وأكثرها أناقة ورقيًا، الفنان والإعلامي سمير صبري، الذي ترك وراءه إرثًا فنيًا وإعلاميًا لا يُنسى، وجمهورًا لا يزال يذكره بكل حب واحترام.
إعلامي بالفطرة وفنان متعدد المواهب
ولد سمير صبري في الإسكندرية عام 1936، وبدأ رحلته الإعلامية مبكرًا، إذ أتقن اللغة الإنجليزية وكان أول من قدم برامج إذاعية ناطقة بها، قبل أن يتحول إلى الشاشة الصغيرة ويُصبح من رموز التلفزيون المصري في الستينيات والسبعينيات من خلال برامجه الشهيرة مثل “هذا المساء” و”النادي الدولي”، الذي استضاف فيه كبار نجوم الفن والسياسة.
امتلك سمير صبري قدرة فريدة على التحاور بلباقة وثقافة عالية، فكان أكثر من مجرد مذيع، بل كان صانعًا للمشهد الثقافي والفني، ومؤرخًا شفهيًا لأسرار وحكايات الزمن الجميل.
النجم الأنيق الذي أحبته الكاميرا
في السينما، لم يكن مجرد وجه وسيم، بل ممثل موهوب، استطاع أن يلعب أدوارًا متنوعة بين الكوميديا والاستعراض والدراما، وشارك في أكثر من 130 فيلمًا، من بينها “جحيم تحت الماء”، “حب وكبرياء”، “البحث عن فضيحة”، و”بالوالدين إحسانًا”، كما كان له إسهام مهم في تقديم الأفلام الاستعراضية التي جمعت بين الغناء والتمثيل والرقص.
وكان من القلائل الذين جمعوا بين التمثيل والغناء وتقديم البرامج، دون أن يطغى جانب على الآخر، فظل فنانًا متكاملًا حتى آخر أيامه.
ذاكرة فنية لا تموت
لم يكن سمير صبري مجرد فنان، بل كان أرشيفًا حيًا للفن المصري، يحتفظ بذكريات لا تُحصى عن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسعاد حسني وغيرهم. وقد وثق كثيرًا من هذه الذكريات في كتابه “حكايات العمر كله”، الذي يحكي فيه عن كواليس لا يعرفها أحد.
وكان حتى في سنواته الأخيرة حاضرًا في الندوات والمهرجانات، يشجع المواهب الجديدة، ويتحدث عن الفن بأمل وحب، وكأنه لا يزال في بداية الطريق.
رحيل بجسد وبقاء في الذاكرة
توفي سمير صبري يوم 20 مايو 2022، بعد صراع مع المرض، لكن ظله لا يزال حاضرًا في كل بيت عربي تربى على برامجه، وفي قلب كل فنان عرفه عن قرب أو تعلم منه.
ترك وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُقدر بثمن، وذكرى طيبة كإنسان عاش يحب الحياة، وينشر الجمال، ويؤمن بقوة الكلمة والصورة والفن.
اقرأ أيضا:
في ذكرى ميلاده.. سمير صبري «مسيرة فنية لنجم متعدد المواهب»