الخميس 25 أبريل 2024

شادية من الهلس لمنزل الشعراوي.. حكاية توبة معبودة الجماهير

 الفنانة شادية، قامة فنية كبيرة، قررت اعتزال الفن، ولم تعد إليه مرة أخرى رغم العروض الفنية الكثيرة التي عرضت عليها.. إلا إنها قررت اعتزال عالم الأضواء والشهرة عن قناعة تامة، ووهبت نفسها للعبادة وأعمال الخير.

 قرار اعتزال “معبودة الجماهير” لعالم الفن جاء عقب اللقاء الذي جمعها بالشيخ متولي الشعراوي مصادفة في مكة المكرمة.

 وكشف الدكتور محمود جامع في كتابه “عرفت الشعراوي”، قصة توبة الفنانة شادية، واعتزالها الفن وارتدائها الحجاب في 25 نوفمبر 1987.

 وقال “جامع” في كتابه: “الفنانة شادية كان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة، عندما نزلت من “الأسانسير” ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية، فرحب بها، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وأن الله تواب رحيم”.

 وأضاف “جامع”: “وكانت شادية تؤدي العمرة مع الشاعرة الراحلة علية الجعار، التي كانت ألفت أغنية في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – وغنتها شادية على المسرح “ليلة المولد النبوي الشريف”، وقد انهمرت دموعها وهي أغنية “خد بإيدى”، وكانت هذه الأغنية في هذه الليلة المباركة نقطة التحول في حياة شادية وآخر مرة تغني فيها بعد 40 سنة من نشاطها الفني الذي طُوي فى هذه الليلة إلى الأبد!.

 وأضاف “جامع” فى كتابه: “وبعد اللقاء العابر في الأراضي المقدسة عادت شادية إلى مصر وسألت عن منزل الشيخ الشعراوي في الحسين، وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلى القرآن الكريم والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر، لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السَّحر، وقالت للشيخ: إن أول آية في القرآن الكريم جذبتها هي “ادعوني أستجب لكم”.

 وذكر الكتاب: “وقامت شادية بإنشاء مركز إسلامي يضم مسجدًا صغيرًا ووحدة صحية ودارًا لتحفيظ القرآن الكريم في حى الهرم، تأكيدًا لسلوكها طريق الله، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات التائبات المحجبات”.

 وأوضح “جامع”: “وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الإشاعة فرد عليه الشيخ: أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه”.

 وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض بأنها ستحضر لتتسلم جائزتها.. وزاد البعض أنها ستخلع الحجاب، واتصلت بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ: لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام.

 وجاء في كتاب “التائبون إلى الله” أن “شادية اتصلت بالشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ليأخذ بيدها إلى التزام طريق النور، وأخذت منه موعدا للقائه في منزله”.

 وحسب ما ذكره الكتاب: “ودارت ذكريات حياتها والرحلة الطويلة، بحلوها ومرها، في عقل شادية، بسرعة خاطفة وهي تقف على باب منزل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي فى منطقة مولانا الحسين في حى الأزهر الشريف، تنتظر أن يأتي حارس فضيلة الشيخ ليأذن لها بالدخول.. أو تنصرف”.

 وأفاقت شادية من ذكرياتها على صوت الحارس وهو ينبهها: “اتفضلي يا أستاذة.. فضيلة الشيخ في انتظارك”. 

وشعرت شادية بثقل خطواتها وهي تتجه إلى غرفة فضيلة الشيخ الشعراوي، ليس ترددا، لكن خوفا، ودار في رأسها أسئلة كثيرة: “ماذا يمكن أن يقول لها؟ هل تأخرت في الوصول إليه؟ هل سيفتح لها باب التوبة؟ ومن قال إن مفتاح باب التوبة بيد عبد من عباد الله يمكن أن يفتحه أو يغلقه فى وجه عبد مثله؟”، لكنها كانت تهدأ نفسها، قائلة: “من المؤكد أن لديه رؤية أوضح عن بداية الطريق ليدلني عليه.. نعم هو البداية ومؤكد سيكون الدليل”.

 وجاء بالكتاب: “ودارت هذه الأسئلة في رأس شادية وهي تقترب من باب الشيخ الشعراوي، وما أن دخلت حتى شعرت بأن كل شيء اختفى من رأسها، لم تعد تتذكر شيئاً حتى اسم شادية لم يعد شيء يذكرها به عندما ناداها الشيخ الشعراوي”.

 وقال الشيخ نصيحته: “اسمعي يا ابنتي سيقابلك الناس بوجوه مختلفة، سيغيظونك بالكلمات تلميحا أو تصريحا، وبعضهم سيحاول تذكيرك بعملك وجذبك إليه مرة أخرى، كل هؤلاء أصدقاء الشيطان، لا تلتفتي إليهم، ولا تعيريهم اهتماما، لكن هناك آخرين، وهم الأغلبية بإذن الله تعالى، سيفرحون وسيفرحون لك”.

 كانت هذه الكلمات هي بداية التحول الجذري في حياة شادية الفنانة، خرجت من منزل الشيخ الشعراوي وهي تشعر براحة وسكينة غير عادية، وجدت نفسها تبكي وتردد: “الحمد لله.. حاسة إني اتولدت من جديد”.

 

تصفح موضوعات أخرى