الخميس 25 أبريل 2024

في ذكرى ميلادها.. حكايات سيدة الشاشة العربية

تحل، اليوم السبت، ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، ولدت في 27 مايو 1931.

وتعد الفنانة الراحلة فاتن حمامة علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.

وفي عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار تسعة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحتها منظمة الكتّاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.

وفي عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فاتن حمامة بها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفي 17 يناير 2015 توفيت الفنانة عن عمر يناهز 83 عاماً إثر أزمة صحية.

حياة فاتن حمامة 

ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في مصر، لكنها وحسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة، وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم.

بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.

وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «يوم سعيد» عام 1940، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب» عام 1944، ومع فيلمها الثالث «دنيا» عام 1946 تمكنت من حجز موطئ قدم لها في السينما المصرية ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.

ولاحظ الفنان الكبير يوسف وهبى موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 عاماً فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها.

واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبى في فيلم «كرسي الاعتراف» عام 1949، وفي نفس العام قامت بدور البطولة في الفيلمين «اليتيمتين» للمخرج حسن الإمام و«ست البيت» عام 1949، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر.

عندما بدأت مشوارها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية في الأفلام يسير على وتيرة واحدة، حيث كانت المرأة في أفلام ذلك الوقت إما برجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية وإما تطارد الرجال أو بالعكس، وأيضًا كانت هناك نزعة إلى تمثيل المرأة كسلعة جسدية لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت، وكانت معظم الممثلات في ذلك الوقت يُجدن الغناء أو الرقص.

وقبل فترة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجون يسندون إليها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات، حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع، ففي فيلم «صراع في الوادي» عام 1954 للمخرج يوسف شاهين جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفي فيلم «الأستاذة فاطمة» عام 1952 مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم «إمبراطورية ميم» عام 1972 مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم «أريد حلا» عام 1975 جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم «يوم مر ويوم حلو» ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباءً ثقيلة جدًا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

وكانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف. قامت بدور البطولة في فيلم «لك يوم يا ظالم» عام 1952 الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين «بابا أمين» عام 1950 ثم في فيلم صراع في الوادي عام 1954 الذي كان منافسًا رئيسيًا في مهرجان كان السينمائي. ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم «دعاء الكروان» عام 1959، هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكان مستنداً إلى رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية، وأيضًا فيلمها الرومانسي الشهير «بين الأطلال» عام 1959 والذي كادت ان ترفضه في البداية ولكن أقنعها عز الدين ذو الفقار ويوسف السباعي بقبول الدور وروَت انها لا تنسي فضل عز الدين ذو الفقار في نجاح هذا الفيلم وكان ذو الفقار واثقًا من نجاح الفيلم أثناء تصويره، هذا الفيلم اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية. ومن هذان الفيلمين بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذان الفيلمين فيلم «نهر الحب» عام 1960 للمخرج عز الدين ذو الفقار والذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة «آنا كارنينا» وفيلم «لا تطفئ الشمس» عام 1961 عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم «لا وقت للحب» عام 1963 عن رواية يوسف إدريس، كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ «المنزل رقم 13» الذي يعتبر من أوائل أفلام الألغاز أو الغموض، وفي عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي «لا وقت للحب» عام 1963.

عودة للعمل الفني

صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت بعام 2000 في المسلسل التلفزيوني وجه القمر والذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية عبر مشاهدة أبطال المسلسل للأحداث على أرض فلسطين إلى شاشات التلفزيون وتأييدها، خصوصًا عبر تعليقات المذيعة إبتسام البستاني (التي تقوم بتأديه دورها) حول الانتفاضة وتجار السلاح، وكان سبب الضجة الإعلامية إقامة مؤلفة العمل ماجدة خير الله دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة للمسلسل بدعوى إن المسلسل أصابه التشويه من كثرة الحذف والإضافة في النص من قبل بطلته والتي وحسب المؤلفة كانت تتدخل في عمل المخرج سواء باختيار النجوم أو في عملية المونتاج، ولكن برغم هذه الضجة تم اختيار فاتن حمامة كأحسن ممثلة ومسلسل وجه القمر كأحسن مسلسل.

الحياة الشخصية

تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كان الأول في عام 1947 حيث تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي عام 1947، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة عام 1954 وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها، وظلّت منذ ذلك اليوم وحتى آخر أعمالها وجه مسلسل القمر عام 2000 صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات، انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف.

العلاقة مع عمر الشريف

ترجع قصة لقائها بالفنان عمر الشريف والذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين «صراع في الوادي» وقام «شاهين» بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف حيث كان الشريف زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، وكان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها هي وزوجها عز الدين ذو الفقار، وكانت مشهورة برفض أي مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم «صراع في الوادي» كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة، بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام 1974.

الزواج الثالث والأخير

وبعد انفصالها عن عمر الشريف بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه في هدوء حتى وفاتها.

اقرأ أيضا:

في ذكرى ميلاده.. « عمر الشريف » رحلة كفاح للوصول إلى العالمية

في ذكرى ميلاده.. أسرار «برنس السينما المصرية»

 

تصفح موضوعات أخرى