الجمعة 23 مايو 2025

صالح سليم.. المايسترو الذي لا يرحل

في مثل هذا اليوم، تمرّ ذكرى رحيل واحد من أعظم من أنجبتهم الكرة المصرية، صالح سليم، الذي لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل أسطورة متكاملة جمعت بين الموهبة الفذة والقيادة الرصينة والهيبة النادرة.. رجل لا يُذكر اسم “الأهلي” إلا ويُذكر معه، ولا يُستعاد تاريخه إلا مقرونًا بالقيم والمبادئ التي تركها إرثًا خالدًا.

● البداية.. موهبة ولدت في بيت الكرة

وُلد صالح علي سليم في 11 سبتمبر 1930، وسط عائلة مثقفة تهتم بالرياضة والفن. انضم للنادي الأهلي وهو في سن صغيرة، وبدأت موهبته تظهر سريعًا، ليصبح قائدًا للفريق الأول في سن مبكرة، حيث لعب للنادي الأحمر لمدة 19 موسمًا بين عامي 1944 و1963.

سُمِّي بـ”المايسترو” لأنه لم يكن مجرد لاعب وسط، بل عقلًا مفكّرًا يدير إيقاع المباراة من قلب الملعب، ويمنح فريقه الثقة والثبات في أصعب اللحظات. وقد ساهم في تحقيق بطولات الدوري والكأس، وكان أحد أبرز لاعبي مصر في جيلها الذهبي.

● من الملاعب إلى الإدارة.. الكاريزما تصنع التاريخ

بعد اعتزاله اللعب، انتقل سليم إلى ساحة أخرى من ساحات التحدي، ليبدأ رحلة في الإدارة لا تقل إنجازًا عن مسيرته في الملاعب.. تولى رئاسة النادي الأهلي عام 1980، ثم عاد مجددًا عام 1988 ليستمر حتى رحيله في 6 مايو 2002.

كان أول رئيس نادٍ في مصر يُنتخب لثلاث دورات متتالية، ورفض طوال مشواره مبدأ المساومة أو التنازل، فحافظ على استقلالية الأهلي وهيبته، وسط أمواج من الضغوط والصراعات، لم يكن سياسيًا ولا باحثًا عن الشهرة، بل كان صوتًا للأخلاق في زمن الأزمات.

● مواقف لا تُنسى.. مبادئ صنعت الفارق

اشتهر بمقولة “الأهلي فوق الجميع”، وكان يطبقها قولًا وفعلًا. رفض التدخلات الخارجية، وتمسّك بحقوق النادي في المحافل المحلية والدولية. لم يكن يدخل في مهاترات إعلامية، بل كان يرد بالصمت والثبات، لأن هيبته وحدها كانت كافية لتقنع وتردع.

وعُرف عنه رفضه التعاقد مع لاعبين مهما كانت مهاراتهم إن لم يكونوا على قدر من الالتزام والانضباط، مؤمنًا بأن القميص الأحمر لا يرتديه إلا من يستحقه سلوكًا قبل المهارة.

● الإرث الباقي.. ما بعد الغياب

رغم رحيله في عام 2002 بعد صراع مع المرض، لا يزال اسم صالح سليم حيًا في وجدان جماهير الكرة، وخصوصًا جمهور النادي الأهلي، الذي يرى فيه الرمز والقدوة والمثال الذي يجب أن يُحتذى به.

أطلق الأهلي اسمه على قاعة الاجتماعات الكبرى، وعلى تمثال ضخم يزين مدخل مقر النادي، فيما تتناقل الأجيال سيرته ومبادئه كما لو كان لا يزال بيننا.

اقرأ أيضا:

رسمياً.. الأهلي يودع «كولر»

الأهلي يودع دوري أبطال أفريقيا ويواجه شبح موسم صفري

 

تصفح موضوعات أخرى